\”الإسلام السياسي بين نموذج نور و نموذج \”نجاد

أحدث المقالات

ماذا بعد رفض نتنياهو وموافقة حماس على مقترح الأمريكان؟!

أمد/ كتب حسن عصفور/ بعدما تقدم الرئيس الأمريكي "المهزوز...

مقترح بن فرحان خطوة إيجابية قبل اليوم التالي وبعده..ولكن!

أمد/ كتب حسن عصفور/ تقود الولايات المتحدة، بتنسيق مع مصر...

وثيقة أمنية تفضح مخطط إسرائيل حول قطاع غزة قبل “هجوم” حماس

أمد/ كتب حسن عصفور/ في 31 أكتوبر 2023، نشرت وكالة...

إسرائيل لم تحقق أهدافها في غزة..مقولة تخدم الحرب العدوانية!

أمد/ كتب حسن عصفور/ بشكل غريب، باتت عبارة استخدمها أحدهم...

مؤلفاتي

spot_img

تنوية خاص

حدث تطبيعي وسرقة مشفى

تنويه خاص: صارت ضجة على حدث تطبيعي بين أنصار...

لوبان..”ممثلة الفاشية المعاصرة”

ملاحظة: أن تخرج "ممثلة الفاشية المعاصرة" في فرنسا لوبان...

ولسه ياما في جرابك يا..حماس

تنويه خاص: شو غريبة تشوف وفد "حمساوي" قاعد عند...

هزيمة حزب سوناك الإنجليزي فرح القلب الفلسطيني

ملاحظة: شو كان ما كان بدوا يصير..بس هزيمة حزب...

فرانشيسكا ألبانيز

تنويه خاص: أدوات دولة الفاشية اليهودية عاملين "حرب شاملة"...

 بقلم: حسن عصفور

في سابقة فريدة قاد د . يوسف القرضاوي، أحد أهم الشخصيات الفكرية للإسلام السياسي المعاصر، هجوما غير مسبوق، ومفاجئا وحادا جدا ضد ما سماه حرب \”التشيع\” في الآونة الأخيرة، متهما إيران بقيامها بهذه الحرب والتي اعتبرها الأخطر على المذهب السني في السنوات الحالية، واعتبر أن هناك أسبابا خفية تكمن خلف تلك الحرب \”التشيعية\”.

 هجوم القرضاوي ليس بالجديد من حيث المضمون، إذ سبق له أن قام ببعضه في فترات سابقة، إلا انه اضطر أن يصدر بيانا توضيحيا على لسان أحد مساعديه، لكنه لم يقم بذلك بعد هجومه الأخير، الأمر الذي ردت عليه إيران ببيان حمل هجوما مضادا، يحمل تشكيكا في النوايا التي حملها تصريح د. القرضاوي.

 ولا شك أن قول د. القرضاوي، ضد إيران وحربها \”الطائفية\” ليس سوى بعض من بروز خلافات تقف خلف تلك التصريحات والرد عليها تتجاوز البعد الذي ظهرت عليه، فبعضها يتعلق بالنشاط \”الطائفي\” في منطقة الخليج، وبعضها من الدور الايراني في العراق وخطره الحقيقي على \”الوجود السني\” هناك، إلى جانب الاضطهاد الذي يعانيه \”أهل السنة\” في إيران.

 موقف د . القرضاوي بقيمته الفكرية والسياسية داخل \”الإسلام السياسي\” اقليميا ودوليا ترافق مع حملة إعلامية ـ سياسية يقودها بعض مريديه وانصاره من كتاب وإعلاميين، بتغيير التوجهات الكتابية من \”المديح\” و\”التغني\” بالتجربة الإيرانية ودورها التاريخي في مواجهة المخططات الإسرائيلية ـ الأميركية قبل الان، إلى الإشارة والاهتمام بالنموذج التركي الجديد، الذي يشكل بعدا جديدا في مفهوم \” السياسي\” كتجربة حكم متميزة..

 \”انقلاب\” بعض أنصار \”الإسلام السياسي\” على الدور والنموذج الايرانى، يأتي استجابة لواقع سياسي جديد، يعتقد البعض انه سيكون أساس عقد تحالفات إقليمية ودولية جديدة، تلعب تركيا فيها رأس حربة، خاصة وأنها \”سنية\” الطائفة، وهو ما يتناغم مع موقف ورؤية د. القرضاوي.

 ولكن كيف يمكن اتخاذ التجربتين نموذجا لذات الاتجاه السياسي الاسلامي، فإيران لا تزال تمثل السند الاساسي لحركة حماس، خاصة بعد سيطرتها الانقلابية على قطاع غزة (هذا ما أعلنه قبل أيام أحمدي نجاد وبأنه سيدعم \”حماس\” ومشروعها إلى أن تحقق أهدافها ) مالا وتسليحا وتدريبا، وترى قيادة \”حماس\” خاصة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، في التجربة الإيرانية \”نموذجه\” الخاص .

 في الوقت ذاته أخذت بعض غالبية مكونات \”السلام السياسي \”بالابتعاد عن اي شكل من أشكال الارتباط بذلك النموذج، بل بدأت ترفع أسهم النقد، والنقد الحاد ضد \”التجربة الإيرانية\” الراهنة وتحت قيادة احمدي نجاد (التى يراها بعض الإيرانيين منهم مجموعة هاشمي رفسنجانى وخاتمي أنها ألحقت الكارثة بإيران) تجربة غير مشرقة، و نقلوا\”بندقية\” الإعجاب إلى \”النموذج التركي\”.

 المفارقة الأبرز والأهم أن هؤلاء ذاتهم الذين هتفوا واشادوا الى حد التطبيل ولوقت قريب جدا، لنموذج إيران القائم، ينتقلون الآن للإشادة والتطبيل بذات الحماسة والفخر والاعتزاز بالدور التركي الجديد، وأسلوب إدارة القيادة السياسية وذكائها في التعامل مع التطورات الإقليمية، وأن ذلك هو بعض من \”قدرات نموذج الإسلام السياسي\” الذين انتظروه طويلا، ابتدأت بالانبهار بمسلسل \”نور ومهند\” الذي اعتبره كتاب \”الاسلام السياسي\” \”دليل ذكاء \”النموذج\”، متناسين موقف بعض رجال الدين منه (سواء كانوا على حق أم غيره) مرورا بالتحالف الاستراتيجي مع أميركا وإسرائيل، الذي يشكل قاعدة الانطلاق للدور الاقليمي التركي الجديد، هذا التحالف هو من أعطى تلك \”القوة\” و\”الرشاقة\” و\”القدرة\” على قيام تركيا بما تقوم به، خاصة في المسار السوري ـ الاسرائيلي، حيث يراه كتاب \”الإسلام السياسي\” الآن عملا استراتيجيا، فقط لان تركيا هي الوسيط، ومادام حزبهم \”العدالة والتنمية\” يقوم به فهو \”عمل استراتيجي\” يستحق كل تلك الإشادة والترحاب.

 إن حزب \”العدالة و التنمية\” التركي الذي بات جزءا من الإستراتيجية الأميركية وحليفا استراتيجيا لإسرائيل، يدرك تماما \”أصول اللعبة\” الديمقراطية ويعمل جاهدا من اجل إرسال الرسائل الخاصة، بأنه ليس ذلك \”الحزب الظلامي\” كالأصل الذي خرج منه، والمفارقة أن كتاب \”الإسلام السياسي\” وممثليه يفتخرون بذلك الدور، في حين أنهم يكرسون كل أشكال الظلامية والكراهية للآخرين في بلادنا، بل ويدعمون توجها به سمات فاشية واضحة، ويبحثون له عن مبررات بلا خجل (أحداث على ايدي قوات حماس) وسلوكها الاقصائي في قطاع غزة.

 والآن وفي سياق ابتعاد للإسلام السياسي عن إيران المتناقضة مع أميركا و إسرائيل (شكلا)، ونحو تماثل مع نموذج تركي، يمثل الحليف الاستراتيجي الاهم اقليميا لأميركا وإسرائيل، هل تشهد حركة حماس ما يوازي ذلك الابتعاد والتغيير \”الاستراتيجي\” \”الاقليمي\” نحو شراكة من نوع جديد .. ؟!

 هناك مؤشرات اخذت في البروز لكنها لاتزال مؤشرات اولية بعد لكنها في ذات الاتجاه.

 16 أيلول 2008

spot_img

مقالات ذات صلة