كتب حسن عصفور/ لا ضرورة للتأكيد، بأن كل “الإجراءات الحربية غير المسبوقة للرئيس محمود عباس وبعض حركته فتح” ضد قطاع غزة بغطاء “الانقسام”، لن تؤدي الى أي خطوة تراجعية من حماس نحو عباس، ولا فصيله، بل ما سيكون هو عكس ذلك تماما، مزيدا من تعميقه نحو بحث عن جديد الواقع السياسي..
حرب عباس “الحاسمة” خرجت من سياق المنطق وبدأت بالذهاب الى “اللامعقول” في إجراءات “العقاب الجماعي” لأهل القطاع، دون تمييز بين من هم ضد الانقلاب ومع “الشرعية الرسمية، وبين من هم مختلفين مع عباس ومؤيدين للشرعية الرسمية، وبين من هم ضد هذا وذاك..اجراءات لا سابق لها فعلا، أن يكون العقاب الجماعي لـ”موقع جغرافي وليس لموقف سياسي”..
عباس وفصيله، رغم كل “الجعجعة اللغوية”، حول شروط الإذعان المرسلة في الفضاء الاعلامي عربي وعبري، يدركون أنه طحين لن ينتج قمحا، بل هو “زوان سياسي” يسمح لدولة الكيان أن تظهر عبر بوابة “الإنسانية” لقطع الطريق على “تجويع غزة وإظلامها” وينتقل المشهد من “عقاب الكيان الجماعي” الى “عقاب عباس الجماعي”..مسخرة سياسية لا بعدها مسخرة، وبالطبع لا قبلها!..
ليبرمان، وزير حرب الكيان، سارع في التقاط باب “الحوار التخويني” بين طرفي الانقسام، فتقدم بعرض واضح، أن أنفاق حماس وسلاحها مقابل “تسهيلات غير مسبوقة ” لقطاع غزة، ترافقت مع كشف جيش الاحتلال عبر دائرة الارتباط بمناقشة تقديم “خدمات” من نوع جديد، كشف عنها الضابط الدرزي كميل أبو ركن خلال لقاء مع قادة تجمعات الكيبوتسات المحاذذية للقطاع، إعداد خطة لتوسيع معبر بيت حانون “ايرز” شمال القطاع تشمل مد سكة حديد من أجل تسهيل إدخال البضائع ومرور الأفراد، مع الإغراء الدائم عرضه بناء ميناء بحري، وبتمويل دولي – لم يكشف من هي تلك الجهات الدولية”!.
العرض الاسرائيلي قد يبدو وكأنه اعادة اجترار للعروض الاسرائيلية منذ اغتيال الخالد ياسر عرفات لتقديم عرض خاص بقطاع غزة، دون الضفة وفقا لرؤية مجرم الحرب شارون، خطته الخروج من غزة، دون تنسيق مع السلطة، ودون أي ارتباط مع مضمون الاتفاق بوحدة الضفة والقطاع، التي كانت أحد أركان اتفاق اعلان المبادي (اتفاق أوسلو) 1993..
الحرب العباسية – الفتحاوية على قطاع غزة، لم تعد حربا على حماس، بل باتت “شاملة” لكل المنطقة الجغرافية”، وتوقيتها بذاته يفتح “كل أبواب الريبة السياسية” منها، خاصة مع بروز “التناغم الإنساني الاسرائيلي” معها توازيا وكأنه “متفق عليه”..
دولة الكيان تعلم يقينا أن قيادة حماس لن تتنازل “طواعية” عن السيطرة على قطاع غزة، وأن “ثقافة الوحدة والشراكة” مسألة غريبة عليها، ولا تستطيع التعايش معها وفقا للموروث الوطني الفلسطيني، حيث لا زالت تعيش في “جلباب الموروث الإخواني”، شراكة اللفظ ومحبة الكلام..
ولذا ما سيكون، ضغط عباس وفصيله يوازيه اغراء اسرائيلي لحماس..معادلة سياسية لا مجال للصدفة فيها ابدا..وبالقطع لا مجال لتعمية هدفها السياسي أيضا..
السؤال لن يكون لعباس ودولة الكيان بل لحماس “الجديدة”..ماذا لديكم غير مظاهرات الليل، وغير مسيرات اللطم والردح والشتيمة..تلك مسألة تستوجب النقاش، إن أرادت حماس أن لا تكون جزءا من معادلة “الضغط يولد الاسترخاء السياسي”!
ملاحظة: حماس بتعاير فتح أن خطة “العقاب الجماعي” للقطاع بأنها تشويش على اضراب الأسرى..تسارع فتحبالرد: يا رداحة أنت من تشوش لأنك تشتمين “الرئيس قدس الله سره”..بصراحة لقطات تستحق أن تكون فيلما!
تنويه خاص: كوريا الشمالية أصابها “غضب مختلف” من تطاول ليبرمان عليها.. رسالتها للكيان بلاش “الزعيم” يزعل..زعله مش زي زعل اللي بالي بالك!