بقلم: حسـن عصفور
مروان البرغوثي، لـم يكن اسماً عادياً في الحالة السياسية الفلسطينية، وأصبح حالة مميزة، ذات نكهة خاصة في العمل الوطني، خلال مرحلة الـمواجهة السياسية – الكفاحية ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل اعتقاله، وبات نموذجاً للوطني الـمدافع عن قضيته، شعبه ووطنه، خلال مرحلة مواجهته للـمحقق الإسرائيلي، في الـمعتقل والـمحاكمة التي تابعها الجميع بفخر وعزة، حيث الكبرياء الوطني الـمجسد لتاريخ شعب وقضية.
وفي السجن أصبح عنواناً خاصاً للعمل الجماعي – الوحدوي، مع رفاقه في قيادة الحركة الوطنية (داخل الـمعتقلات) حتى تمكنوا من صياغة ميثاق الفعل الفلسطيني الـمعاصر، عبر الوثيقة السياسية التي شكلت أساساً للعمود الفقري للبرنامج الوحدوي الذي جسده \”اتفاق مكة\” باعتباره إنجازاً يؤسس لـمرحلة جديدة في نظامنا السياسي الفلسطيني…
مروان ورفاقه، سيفخرون بما فعلوا، يوم أن يتم تلاوة برنامج \”حكومة الوحدة الوطنية\”، في الـمجلس التشريعي الفلسطيني، وسيدرك مروان ورفاقه، أن هذا الانجاز لهم قبل غيرهم، وبالتالي هم شركاء صياغة \”العهد الجديد\” في بلادنا فلسطين…
ولأن الجميع يدرك، القيمة السياسية لقادة من طراز مروان، فالجميع الوطني يضعه في سلـم أولويات نضالنا لإطلاق سراح أسرى الحرية في فلسطين.
ولعل التطورات القادمة سواء ما يتعلق بالعمل الوحدوي من خلال الحكومة القادمة (سواء جسدت الوحدة الوطنية سياسياً أم جسدته تنظيمياً وسياسياً) أو ما تعيشه حركة فتح، من حالة نهوض تنظيمي وسياسي وإعادة الاعتبار لـمكانتها كأساس مركزي في الحركة الوطنية أو دورها الريادي في حالة الحكم القائم في بلادنا… وكذلك الـمواجهة السياسية القادمة مع إسرائيل، والـمعركة التي لا تقل عن الـمعركة العسكرية، خاصة على صعيد الفعل السياسي في الساحة الدولية وإعادة الإمساك بزمام الـمبادرة في التحرك من اجل استكمال ما تم إيقافه بفعل إسرائيل والبعض عندنا، مع استكمال تحرير الوطن وإعادة بنائه، وتجسيد حق أهلنا في العودة وفق القرار 194.
إن الـمرحلة القادمة تنتظر فعلا جديداً، مبادراً، جريئاً في مواجهة إسرائيل، لوضع حد لسياسة العدوان وسياسته ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا… ولاشك أن مروان ورفاقه يمكن لهم الـمساهمة الكبيرة في الـمرحلة القادمة وعليه يجب أن يصبح إطلاق سراحه ورفاقه أولوية خاصة، من خلال العديد من الـمبادرات والتحركات الجادة، رسمياً وشعبياً… فلسطينياً، عربياً ودولياً… وأيضا يجب نقل معركة إطلاق سراح مروان ورفاقه، إلى داخل إسرائيل لتصبح جزءاً من الهم الإسرائيلي، ما يتطلب صياغة أشكال جديدة من التعاون مع القوى الإسرائيلية الـمناهضة للاحتلال والتي لا تزال لديها قناعة رغم كل ما حدث من انهيار قيمي سياسي داخل إسرائيل لـمصلحة اليمين والتطرف…
ولعل ما طرحه جدعون عزرا، الوزير في حكومة إسرائيل، والذي سبق له أن عمل في جهاز الأمن الإسرائيلي ( الشاباك ) لسنوات طويلة، من ضرورة إطلاق سراح مروان، هو تطور هام، لا يجب أن نتعامل معه بالأسلوب الاعتيادي وكأنه لا يعنينا، باعتباره جاء من \”وزير عدو\”.
إن هذا الحجر الذي رماه عزرا، يجب أن يحرك ساكن العمل داخل إسرائيل للعمل نحو إطلاق سراح مروان ورفاقه، لأن هذا هو أحد أشكال العمل الضروري والذي نحتاجه في الأيام القادمة، وعلينا ألا نقفز عن هذه الـمسألة… وآمل من الحملة الشعبية لإطلاق سراح مروان أن تستفيد من هذا الـموضوع، فليس من الغباء أن يطرح عزرا ما طرحه بموقعه السياسي وماضيه الأمني.
إن ذلك يمثل فرصة ملائمة لإعادة الكر والهجوم مجدداً، لأن مروان وأسرانا يستحقون أكثر من ذلك.
04 آذار 2007