بقلم / حسن عصفور
سيكون يوم 14/ أغسطس (آب) تاريخا للبنان وسوريا والوضع العربي ،حيث أصدر الرئيس بشار قراره بإقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان ،مما يفتح الآفاق أمام صياغة جديدة للعلاقات بين البلدين بعيدا عن عقلية الهيمنة أو السيطرة أو التصرف وكأن لبنان ملحق جغرافي بسوريا،ولاشك أن أهل لبنان سيرون في هذا اليوم استكمالا ليوم الاستقلال الوطني ،وتعزيزا لشعورهم بالسيادة الخاصة بهم (إلى حين تستوي الأوضاع في المنطقة نحو توحد إيجابي) .
قرار الرئيس السوري يأتي في سياق السياسية الجديدة التي قررتها دمشق لكسر نطاق العزلة والحصار التي أرادت واشنطن فرضها ،وهو تواصل مع رؤية سوريا في التعامل الواقعي مع التطورات الراهنة بعدما أصبح الأخطار تحيط بالنظام من كل جانب ، فكان قرار عودة المسار التفاوضي مع تل أبيب، ولاشك أن قرار الرئيس بشار درس من الدروس السياسية المهمة في العلاقات الدولية وأيضا قياس معايير المصالح الذاتية في سياق الوضع العام ،بعيدا عن الشعارات والكلام الكبير، ولم يتوقف الرئيس بشار أمام أي تأويلات لقراراته فما كان يبحث عنه هو حماية النظام وكسر حواجز العزلة ،وقد نجح بدرجة مبهرة إلى الآن.
ولكن هناك ملاحظة كي نشعر بأن للتغيير مكانا واقعيا مع فلسطين أيضا ، أن يعلن الرئيس بشار قراره الاعتراف السياسي والديبلوماسي بدولة فلسطين وفتح سفارة لها في دمشق .لاشك أن القرار بات وشيكا إن كان المنطق يتحكم في السياسة.
التاريخ : 15/10/2008