بقلم / حسن عصفور
يبدو أن فوز رجل أسود برئاسة أمريكا فتح شهية البعض أمام تخيلات سياسية أُخرى ، فالهزيمة التاريخية لبعض مظاهر العنصرية أثار بعضا من الأسئلة التي كانت محرمة ، وها هي جريدة \’يديعوت أحرنوت \’ الإسرائيلية تطرح سؤالا يدخل في سياق الأسئلة ذات البعد الخيالي ، هل ينتخب رئيس وزراء عربي لإسرائيل ، السؤال الذي سبق أن امتحن يوما بمحاولة من النائب السابق عزمي بشارة ووجه يومها بعاصفة سياسية شملت \’فلسطين التاريخية \’ لأن الفكرة ورغم بعض شقها المناكف حينها ، إلا أنها كشفت عمق العنصرية التي تحكم هذه الدولة ، المجسدة فكريا وسياسيا وثقافيا ضد العرب وأهل فلسطين الرازحين بين جنبات \’دولة إسرائيل\’ .
السؤال الذي نتج عن فوز أوباما عبر هذه الجريدة يجب أن يلقي الجميع الضوء عليه ، فهو بوابة عبور لكشف عمق العنصرية التي تختزنها إسرائيل لا يريد الغرب \’ التحرري \’ أن يراها ، وأن المشكلة ليست فقط في المظهر الاحتلالي للدولة الإسرائيلية بل في نهجها فكرا وسياسة وثقافة ، هذا السؤال يحتاج إلى بلورة جديدة لتلك المحاولة المناكفة آنذاك من بشارة لتصبح مسالة قابلة للنقاش ، وكلنا يعرف أنها لن ترى ما دامت إسرائيل هي إسرائيل ، حتى لمن يحمل وهو\’ الدولة ثنائية القومية \’ لكنها مسألة كاشفة للعنصرية وفاضحة لدولة تخفي كراهيتها للآخر بأساليب عدة..
التاريخ : 7/11/2008